بحث عن الاثر السلبى للشائعات خلال ادارة الازمة واسلوب مجابهتها |التربية العسكرية

بحث عن الاثر السلبى للشائعات خلال ادارة الازمة واسلوب مجابهتها

الفهرس
  • مقدمة
  • تصنيـــف الشائعات
  • الشـــــائعات وبعض المتغيرات الاجتماعية
  • التصدي للشائعات
  • أثار الشائعة وخاتمة الموضوع.

مقدمه :


منذ التاريخ وفجر العالم ، انتشرت الشائعات التي تشهدها الدول والمؤسسات من مصادر مختلفة ولأسباب مختلفة ، ودائما ما تؤثر النتائج على الاستقرار مع اختلاف العقليات والمستويات التعليمية ، وظهرت الشائعات بأشكال مختلفة ، مثل التوقعات والفكاهة والقيل والقال. .يؤدي إلى العديد من الأحداث ، مثل الأزمات الأمنية ، والكوارث ، وارتفاع الأسعار ، والمشاكل السياسية أو الاقتصادية ، والكراهية والطبقية بين الفئات المختلفة ، والكراهية ، والجهات التي تحاول محاربتها سواء كان فردًا أو مؤسسة أو دولة. مؤسسات خارجية مخفية أو ظاهرة الشائعات دائما مشكلة. أولا وقبل كل شيء مصدر الشائعات هو نوايا وأساليب خبيثة يراها البعض من وجهات نظر خاطئة ، لذلك يؤمنون بالمشكلة ويبدأون في نشر الشائعات ، 

ولكن عندما يتم توضيح الآراء الأساسية جزء من أعاد منشئ الإشاعة فهم الموضوع من وجهة النظر الصحيحة. لكن في نظر البعض منهم هناك كراهية للكيان ، لذلك حتى لو تأكدت من أن الموضوع مجرد شائعة ، فسيستمر في الترويج له ، ولكن في أوقات الأزمات ، وبسبب الموقف المحرج ، يجب على أنواع مختلفة من الكيانات القيام بذلك بطريقة مناسبة التعامل مع.في هذا المقال سأناقش المشاكل المختلفة التي تسببها الشائعات وأقترح الطريقة الصحيحة للتعامل مع هذه المشاكل. بحسب المجتمع ودرجة تماسكه أو تفككه ، فإن تثقيف وتوعية أفراده ، ومستوى التواصل بين متخذي القرار والأفراد ، وقدرتهم على إيجاد الغموض بسبب نقص المعلومات ، فإن معنى الشائعات المنتشرة في المجتمع متنوع و ليس من الواضح أن أي شخص ينشر الشائعات له تأثير كبير على الأفراد في المجتمع ، حتى لو كانت مجرد مزحة ، سأقدم بعضًا من هذه التأثيرات في الأسطر القليلة القادمة.


1- الأفراد الذين يعيشون في مجتمع تنتشر فيه الشائعات سيطرت عليهم الأمراض النفسية والاجتماعية ، وهذه الأمراض تتحكم في انتشار هذه الشائعات ، وخاصة الشائعات المستهدفة ، لأنها تركز على ميول الإنسان واحتياجاته ورغباته ، وقد تسيطر على نفسية الإنسان. والتوجه النفسي والاجتماعي.

2- الأفراد الذين يعيشون في مجتمع تنتشر فيه الشائعات وتهيمن عليه الأمراض النفسية والاجتماعية ، وهذه الأمراض تتحكم في انتشار هذه الشائعات وخاصة الشائعات المستهدفة ، لأنها تهتم بميول الإنسان واحتياجاته ورغباته ، ويمكنها التحكم في نفسية الإنسان. والتوجه النفسي والاجتماعي.

3- يؤدي نشر الشائعات في المجتمع إلى تفكك المجتمع والمشاعر الفردية فيه ، خاصة إذا كانت الشائعات تؤثر على المعتقدات والقيم والبنية المجتمعية ، مما قد يؤدي إلى انهيار أو عدم استقرار القيم الشخصية ، إذا استمرت الشائعات في الوجود دون مصادر رسمية. في حالة إنكار اندماجه مع الآخرين في المجتمع

4- هناك نوع من الشائعات وخاصة الشائعات الموجهة من جهات خارجية والتي تؤدي إلى تدمير منظومة القيم في المجتمع. في مواجهة هذه الشائعات ، المرونة ليست قوية

تعريف الشائعة


الشائعات في قاموس الوسيط هي أخبار غير مؤكدة ، وفي القواميس العربية المعاصرة يطلق عليها اسم مصدر الشائعات ، وهذه أخبار كاذبة ، وهي غير موثوقة وغير مؤكدة عند انتشارها بين الناس. إشاعت ، إشعاع ، أصل الإشاعات. هو حداد ، وأصله شخص عادي. . يقول العرب: انتشار العقار

شاركه مع أكثر من مالك وقال إن الخبر انتشر: نشر وبث وإعلان وانتشار.

تصنيـــف الشائعات

تتصنف الى عدة انواع منها:

1- اشاعة الخوف : والغرض منه إثارة القلق والخوف والرعب في نفوس أفراد المجتمع ، وأساس هذا النوع من الشائعات هو الخصائص التي يتمتع بها جميع الناس ، أي قلق الناس وخوفهم ، وبمجرد حدوث الخوف والقلق ، سيكون الناس مستعدين لخداع الكثير من الناس. أمور مبنية على حقائق .. هذه الشائعات تنتشر بين الناس. أهم شيء في الحروب والأزمات الاقتصادية والسياسية.

2- إشاعة الحقد والكراهية: وهذه اخطر شائعة لأنها تحاول إثارة الفتنة بين الناس. إن نشر مثل هذه الشائعات هو للتعبير عن الكراهية والكراهية والدوافع العدوانية ، وهذه المشاعر موجودة في أذهان كثير من الناس وقد تكون تنفيسًا للتنفيس عن هذه المشاعر والدوافع.


3- إشاعة الامل: وهي نوع من الشائعات التي تعبر عن رغبات وأحلام المبادرين ، وهم يأملون أن يصبحوا حقيقة واقعة وينتشروا على نطاق واسع في الأزمات والكوارث والحروب. وسرعان ما انتشرت هذه الشائعات لأنها تجعل الناس يشعرون بالرضا والسعادة ولأنها تشبع بعض الرغبات والرغبات.


ومن حيث معيــــار الزمن لسرعة انتشار الشائعات:

1- اشاعه اندفاعيه: ينتشر كالنار في الهشيم وبالتالي يغزو المجتمع في فترة قصيرة من الزمن ، وهو مبني على الغضب الشديد أو الفرح. مثل شائعات الأسهم
2- اشاعه حابيه: إنه ينمو ببطء وينتشر في جو من السرية ، بما في ذلك الإشاعات العدائية أو الإشاعات حول شخصيات مهمة أو رسمية.


ومن حيث مصـــادرها تنقسم الى:


1- اشاعات شخصيه: يمكن اعتبار المكان الذي يهدف فيه مروجها إلى تحقيق مكاسب شخصية أو الحصول على منصب مرموق على أنه إشاعة أمل.


2- اشاعه محليه: وهي التي تدور حول قضية خاصه ببلد او مجتمع معين.


3- اشاعه قوميه: وهي التي تدور حول القضايا القومية العامة والازمات التي تواجهها وعوامل التدهور والانحطاط او نواحي القوة والقدرة على التحدي.

نجـــاح الشائعات :-

1- ان يكون موضوع الشائعة متصلا بجانب ذي حساسيه شديده او حادث هام او امر من الامور الاجتماعية او الاقتصادية او العسكرية او السياسية.



2- وجود فراغ نفسي اجتماعي يدعو الجماعة الى سرعة تقبل الاقاويل ويساعد على ايجاد ذلك الفراغ عدم وجود اخبار موثوقة تتعلق بالحادث الهام الى جانب ضعف الاتصال الشخصي.

3- وجود عنصر الخوف والقلق لدى الافراد.

4- ان ترتكز الإشاعة على واقعه او عنصر صادق او صحيح.

الخصــــائص العامة للشائعات:

1- ان الشائعات ذات الطابع التشاؤمي تتخذ مسالك تضفي عليها سرعة في السريان تفوق بكثير سرعة سريان الشائعات ذات الطابع التفاؤلي.

2- تتعرض الشائعات اثناء سريانها للتحريف سواء كان ذلك بالتضخم او الإضافة وان هذا التضخيم يتناول الجوانب التي يتوق الرواية او ناقل الشائعة الى انتهاز فرصه القوى الجاذبة في الشائعة.

3- قد تأخذ الشائعة صورا اخرى غير صورة الرواية الكلامية مباشرة كالدعاية او النكتة وتعتبر النكتة من اخطر اساليب نشر الشائعات..... مثل ايضا الانترنت الجوال sms
 

الشـــــائعات وبعض المتغيرات الاجتماعية


1- الشائعات ووسائل الاعلام:

فالصحافة تساهم في نشر الشائعات من خلال بعض الالفاظ والعبارات المتداولة من قبيل: تردد في الاوساط العلمية....,تعتقد الاوساط السياسية...., من المنتظر قيام.....,,

2- الشائعات والحرب النفسية:

تهدف الحرب النفسية الى عدة امور منها:

*تهدف التأثير على معنويات العدو وتفتيت ثقة العامة ونشر اجواء عدم الثقة وبث الرعب في النفوس.

*تستخدم الشائعة للتمويه وكستار لخفاء حقيقة ما وللتقليل من شأن مصادر الابناء بهدف اظهار الحقيقة من الجانب الاخر.



3- الشائعات والمخدرات:

تطلق بعض الشائعات من قبل اعضاء المجتمع وتكون موجهه للشباب توحي اليهم بان المخدرات منشطه للجسم ومهدئة ومسكنة وتنفذ من المشاكل النفسية ومريحة للأعصاب ومهدئة للانفعالات وتساعد على التفكير ونسيان الهموم.

* جميع هذه الشائعات مغرضة يراد بها الهون والضعف والإطاحة بالمجتمع ويقصدون الشباب لانهم عماد المجتمع وبهم يصلح ويتقدم المجتمع لذا فهم يردون تخريب المجتمع.
 

التصدي للشائعات


وسائل التواصل الاجتماعى أمثال «فيس بوك» و«تويتر» و«إنستجرام» وغيرها أدوات خطرة تستعين بها الجماعات الإرهابية ويتم استخدامها من الدوائر الاستخبارية المعادية التى تعمل ضد مصالح الوطن، وفى أحيان كثيرة يلجأون إليها بصورة خفية أو من خلال أسماء وهمية فى نشر الأخبار الكاذبة والشائعات اعتمادا على نظرية: «اكذب ثم اكذب حتى يصدقك عدوك».

هنا يأتى دور الحكومة، فيجب الاستعانة بالسلاح المضاد للتغلب على تلك الشائعات التى تستهدف أمن الوطن، لذلك لابد من وضع خطة لكيفية مواجهة الشائعات.

أولاً : يجب نسف فكرة الاعتماد على مدرسة العلاقات العامة القديمة التى كانت تنصح بعدم الالتفات للشائعات وترك الأمور حتى تنتهى لوحدها بمرور الوقت، فهذا لا يتماشى مع مجتمعنا حاليًا، فيجب ألا نتجاهل الشائعات، ولابد من التواصل المستمر مع المواطنين، لأن الرد الحاسم والقاطع هو خير علاج لهذه الأزمة.

ثانيا: الإعلام عليه مسؤولية كبيرة للتصدى لتلك الظاهرة، فيجب على القنوات الفضائية والصحف ألا تجرى خلف الشائعات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى، لأنه للأسف يوجد البعض منا من يأخذ معلوماته وأخباره من الفيس بوك وتويتر قبل أن يمنح لنفسه فرصة التواصل مع المصادر للتأكد من صحة المعلومات من عدمه، وهنا يجب أن يكون هناك حذر شديد، فيجب أن يعى الإعلاميون دورهم جيدا، فإذا ظهرت قضية ما أثارت جدلا كبيرا أمام الرأى العام فلابد من النزول إلى مكان الواقعة للتحقق، فمثلاً إذا كانت الشائعة تخص الشأن السياسى أو الاقتصادى أو الرياضى أو الفنى، يجب نشر التحقيقات الميدانية المصورة أو الحوارات وغيرها لكشف الحقائق

وتلخيصا لما سبق ف الإشاعة : يصنعها عدو حاقد، ويتلقفها منافق فاسق، وينشرها غير جاهل.

الإشاعة : كذبة يطلقها خبيث، ويصدقها أخرق، وينقلها أحمق، وتسير بها الركبان.. مع أنها قد تدمر حياة إنسان أو تهدد مصائر أوطان.

خطر الإشاعات

إن للشائعات أخطارا عظيمة على الأفراد والجماعات، والأسر والمجتمعات:

فكم من كريم صار بكلمة واحدة عرضة للملام.

وكم من شائعة أشعلت فتنة بين الأنام.

وكم من كذبة فرقت بين أحبة وقطعت كريم صحبة

وكم من ظلم وقع على أبرياء بسبب إشاعة نقلها بعض السفهاء.

ولا يكمن خطر الشائعات والإشاعات في هذا فحسب، بل فيها زيادة على ذلك تشويه الحقائق، والتخذيل والإرجاف وقت الشدائد، وبث الخوف في قلوب الضعفاء، والقلق في عقول الأقوياء، مع ما فيه من تفريق صف المسلمين وإثارة النزاعات فيما بينهم، وما قد تسببه من خسائر لشركات ومؤسسات بل ودول ومجتمعات.

زد على ذلك ذهاب الثقة بين الراعي والرعية، واختلال الموازين في تصديق وتكذيب الأخبار حتى لا يثق الناس في خبر.



الكلمة مسؤولية

وبعد كل هذا نقول: إن على مروجي الإشاعات وناقلي الأخبار دون تثبت أن يدركوا خطر ما يرتكبون، وأن يعلموا أنهم مسؤولون بين يدي الله تعالى على ما يفعلون، فإن الكلمة مسئولية.. خصوصا في زمان الانفتاح الإعلامي، وثورة التواصل الاجتماعي، وسرعة انتقال الأخبار، وانتشار الأقوال.. مع خراب الذمم، وخداع الصور، ووقوع الفتن، واضطراب الأحوال، والتباس الأمور، وغلبة الكذب، والفجر في الخصومات، مع عدم وجود دين يردع، أو خلق يمنع. كل هذا مما يزيد المسؤولية في نقل الأخبار ويوجب التنبه عند نشر الأقوال.

لزوم التثبت

ولهذا وغيره كان التثبت في الخبار قبل تصديقها فضلا عن إذاعته ونشرها منهجا قرآنيا وهديا نبويا يستراح به من القيل والقال، ويوفر على الأمة طاقاتها فيما ينفع ويفيد.

فالقرآن الكريم يأمر بالتثبت والتبين قبل التصديق واتخاذ القرار. يقول تعالى: {يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا}، ويقول: {يأيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا}، ويقول أيضا: {كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا}.



والنبي صلى الله عليه وسلم ينهى المسلم عن نقل كل ما يسمع ولا يخليه من مسئولية، ففي الحديث: [كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع].

وقال مالك الإمام: "اعلم أنه فساد عظيم أن يتكلم الإنسان بكل ما سمع دون تثبت" ؛ لأنه يسمع الصدق والكذب.

وفي الحديث : [بئس مطية الرجل زعموا].

إن هناك من بين الناس أصحاب نفوس ضعيفة، وقلوب مريضة، وذمم خربة لا تخاف الله ولا تستحي من عباده، مهنتهم وهوايتهم نشر الأكاذيب والتغذي على لحوم البشر، فلابد من التنبه والتثبت حتى لا يفقد المرء بصيرته، ولا تفقد الأخبار مصداقيتها، فيضطرب حال الناس.

آثار مدمرة

إن للشائعات آثارا مدمرة على الأفراد والأسر والمجتمعات بل وعلى الأمم أحيانا. ووقائع التاريخ تدل على ذلك أكبر الدلالة؛ فقد حمل التاريخ لنا أمثلة لشائعات كان لها آثار خطيرة على الفرد والمجتمع: فمن ذلك:

. الشائعة التي انتشرت في مكة بأن المشركين قد أسملوا بعد أن قرأ عليهم النبي صلى الله عليه وسلم سورة النجم.. وكان من عواقب انتشار تلك الشائعة أن رجع كثير من مهاجري الحبشة ظنا منهم أن الخبر صحيح، فنالهم من أذى المشركين ما لا يخطر لهم على بال، فاضطروا أن يقاسوا معاناة الهجرة للحبشة مرة ثانية ويعرضوا أنفسهم لمخاطر لا حصر لها.

. في معركة أحد إشاعة قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان لها من أثر في تثبيط همم بعض المسلمين، والإحباط الشديد للبعض حتى ترك ساحة المعركة وتوقف عن القتال؛ مما أدى في النهاية إلى وقوع الهزيمة بالمسلمين في هذه الملحمة الكبرى وذلك اليوم المهيب.

. الشائعات التي أطلقها المغرضون ابن سبأ وفريقه، واتهامهم لسيدنا عثمان الخليفة الراشد بالتهم الكاذبة والتأليب عليه، فكانت بداية لفتنة كبرى، وتجمع أخلاط من المنافقين ودهماء الناس وقتل الخليفة الراشد، بل كان من آثار ذلك حرب الجمل وصفين وقتل آلاف المسلمين.. وكان من عواقبها ظهور فتن وفرق وفرقة إلى يومنا هذا.

. ومن أشنع الإشاعات التي أطلقت في زمن النبوة حادثة الإفك: تلك الحادثة التي اختلقها المنافقون ابن سلول وأتباعه، وراجت على بعض المسلمين فنقلوها دون تثبت، حتى سرت في المجتمع كله، فهزت مجتمع المدينة شهرا كاملا.. وكانت من أشق التجارب في حياة المسلمين. لم يمكر بالمسلمين مكر أشد من تلك الإشاعة المختلقة الكاذبة، ولولا عناية الله لكادت أن تعصف بالأخضر واليابس بعد أن مكث المجتمع المسلم يصطلي بنارها شهرا كاملا، حتى نزل الوحي ليضع حدا لتلك المأساة وليكون درسا تربويا هائلا لذلك المجتمع ولكل مجتمع يأتي بعد إلى يوم القيامة.

واجب المسلم عند سماع الشائعات:

لقد بينت سورة النور في علاج قصة الإفك هذه الآفة ووضعت للمسلمين أصول التعامل مع الشائعات.. فمن ذلك:

أولا: أن يقدم المسلم حسن الظن بأخيه المسلم، وأن ينزل أخاه بمنزلته قبل إصدار الأحكام.. دخل أبو أيوب على زوجته بعد انتشار هذه الشائعة عن عائشة فسأل زوجته: "أرأيت لو كنت مكان عائشة أكنت تفعلين ذلك؟ فقالت: لا والله. فقال: فوالله إن عائشة خير منك. وسألته: أرأيت لو كنت مكان صفوان أكنت تفعله؟ فقال: لا والله. فقالت: فوالله إن صفوان خير منك. وأنزل الله تعالى مادحا لهما ومنوها بحسن ظنهما: {لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين}.

ثانيا: لا يقبل اتهام إلا بعد ثبوته قطعا لا ظنا، وكل قول لا يأتي أصحابه عليه ببرهان قاطع ودليل ساطع فتصنيفه في دائرة الكذب حتى تقوم على صدقه بينة، قال تعالى في قصة الإفك: {لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون}.



ثالثا: الا يتحدث بما سمعه ولا ينشره، فإن الناس لو سكتوا عن الشائعات لماتت في مهدها، ولم تجد من يحييها، قال تعالى: {ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتانا عظيم يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين}.

رابعا: أن يرد الأمور إلى أولي الأمر وأصحاب الرأي (الأجهزة المختصة) ولا يشيعه بين الناس، خاصة الأخبار المهمة التي لها أثر في واقع المجتمع وحياة الناس.. قال سبحانه في سورة النساء: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا}.

إن منهج الإسلام ـ قرآنا وسنة ـ هو النهي عن القيل والقال كما في الحديث: [إن الله ينهاكم عن قيل وقال وكثرة السؤال]، والنهي عن التخمين وسوء الظن كما قال سبحانه {قتل الخراصون} و النهي عن عدم التثبت والمسارعة إلى نقل الأخبار دون تمحيص قال سبحانه {إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا}، وقال {وما يتبع أكثرهم إلا ظنا}.

عقوبة مهيبة

ومن كان نشر الشائعات ديدنه، واختلاق الإشاعات مسلكه فليحذر عقوبة الله لأمثاله كما جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث الرؤيا الشهير في صحيح البخاري: [فأتينا على رجل مستلق لقفاه، وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد، وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول، فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان، ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فعل المرة الأولى. قال: قلت سبحان الله ما هذا؟ .. فقال له الملائكة: "إنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق].

نعوذ بالله من سخط الله وعذابه، وشديد عقابه. ونسأله أن يحفظ بلاد المسلمين من كل شر وسوء.

المراجع

  • 1- موقع اليوم السابع
  • 2- بحث الدكتورة نجوى الجزار بأسم محاربة الشائعات لعام 2012 للرئوية الأعلامية
  • 3- المركز الديموقراطي العربي

مقالات ذات صلة ببحث التربية العسكرية





حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-