بحث تربية عسكرية عن حروب الجيل الرابع pdf

بحث تربية عسكرية عن حروب الجيل الرابع pdf

الفهرس
1. المقدمة:
2. الفصل الاول: الاطار النظري
  • a. المبحث الاول: حروب الجيل الرابع
  • b. المبحث الثاني: اهداف وخصائص وادوات الجيل الرابع
3. الفصل الثاني: أثر حروب الجيل الرابع علي الأمن القومي العربي
  • a. المبحث الاول: انعكاسات تنظيم الدولة الاسلامية على الأمن القومى العربي والمصري
  • b. المبحث الثاني: دود الأفعال الاقليمية على تمدد التنظيم
4. الخاتمة

المقدمة

هي الحرب الغير متماثل التي لا تكون بين جيش وآخر، أو صدام مباشر بين دولة وأُخرى، تستخدم فيها الدولة كل الوسائل والأدوات المتاحة ضد الدولة العدو لإضعافها وإنهاكها وإجبارها على تنفيذ إرادتها دون تحريك جندي واحد , تستخدم فيها الإعلام والاقتصاد والرأي العام وكل الادوات المادية والمعنوية وتستخدم حتى مواطني الدولة المستهدفة ضدها، وتُعتبر حروب الجيل الرابع أمريكية الاصل وقد استخدم مفهوم حروب الجيل الرابع في عام 1989 من قبل الامريكي وليام ليند، ولتوضيح حروب الجيل الرابع أكثر، ينبغي أن نتعرَّف على الأجيال السابقة لها من الحروب..

- حرب الجيل الأول: وهي الحرب التي تحدث بين جيشين تقليديين، تابعين لدولتين متحاربتين، وتحدث على ساحة معركة وتكون المواجهة مباشرة.

- حرب الجيل الثاني: هي الحرب التي تحدث بين دولة ولا دولة، كأن تحدث بين جيش تابع لدولة وجماعات إرهابية أو قوات غير نظامية وأمثال هذه الحروب كانت تحدث في أمريكا الاتينية و يطلق عليها حرب العصابات.

- حرب الجيل الثالث: تُعرف بالحرب الوقائية أو الاستباقية وكما يقول الامريكي وليام ليند بأنَّ من طور هذه الحرب هو الجيش الالماني في الحرب العالمية الثانية ومثل ذالك الحرب الأمريكية على العراق وتتميز بعنصر المفجاة والسرعة والمرونة …

- حرب الجيل الرابع: هي حرب أمريكية الأصل، طورها الخبراء العسكريون بعد أحداث 11 سبتمبر، بعد أن وجدوا أنفسهم في مواجهة تنظيم إرهابي دولي ليس له جيش واضح أو موقع معين لأستهدافه، بل مكون من عناصر محترفة وله خلايا بمختلف الدول وله امكانيات كبيرة بأستهداف الدول التي تشكل أهداف له، لذالك سميت الحرب الغير متماثلة.


سوف يتم استخدام الاطار النظرى للامن القومى

الفصل الاول
الاطار النظري

سوف يتناول مبحثين، المبحث الأول بعنوان حروب الجيل الرابع وسوف نتعرف فيه عن أنواع الحروب والمقصود بحروب الجيل الرابع. أما المبحث الثانى فهو اهداف وخصائص وادوات الجيل الرابع.


المبحث الاول : حروب الجيل الرابع




لقد شهدت العلاقات الدولية العديد من الحروب التى تختلف من حيث طبيعتها وطبيعة أطرافها ، الأمر الذى أدى إلى وجود أنواع مختلفة من الحروب ويمكن تصنيفها وفقاً لمعيارين: ( نطاق الحرب ، التطور الزمنى )

المعيار الاول : نطاق الحرب



· الحرب الشاملة : هي الحرب التى يلجأ أحد أطرافها أو كلاهما لإستخدام كل الموارد البشرية والمادية على نطاق واسع، ومن ثم لا يتم التفرقة بين القوات المسلحة والسكان، كما تمتد لتشمل كافة الأصعدة وكل الفروع القتالية أى إنها شاملة في هدفها وأسلحتها.



· الحرب المحدودة : الحرب التى يستخدم فيها أحد طرفي الحرب جزء من القوات المسلحة والموارد المالية ، كما يتم تحديد مسبقاً الأهداف السياسية والعسكرية من تلك الحرب .



· حرب الاستنزاف : لكى يتم الانتصار في حرب ما، يجب استنزاف قدرات العدو وإلحاق الخسائر المادية والبشرية به ، ولضمان النجاح في تلك الحرب لابد من امتلاك عدد أكبر من المصادر والاحتياطات.



المعيار الثانى : التطور الزمنى


لقد نصت معاهدة وستفاليا 1648 التى انهت حروب الثلاثين عاماً في اوروبا بين الكاثوليك والبروتستانت على احتكار الدولة للقوة ومن ثم تعتبر الدولة هي الفاعل الوحيد الذي يشن الحروب أو مواجهة الحروب، ولكن مع التطور التكنولوجي خاصة في المجال العسكري أصبح هناك أربع أجيال من

الحروب تتطور بشكل كبير من فترة زمنية إلى أخرى.



· الجيل الأول من الحروب: هي التى كانت سائدة في الحروب القديمة وتعنى وجود جيشين نظاميين يواجههان بعضهما البعض باستخدام تكتيكات خطية وعمودية ويستخدمون السيوف كأداه عسكرية.



· الجيل الثانى من الحروب: تم تطوير هذه الحرب على يد الجيش الفرنسي أثناء الحرب العالمية الأولى ، فتتطورت الأدوات المستخدمة بدلاً من استخدام السيوف مثل حروب الجيل الأول فأصبحوا يستخدمون المدفعية والطائرات وذلك بسبب التطور التكنولوجي الذي حدث في تلك الفترة، كما أنه يعتمد على تكتيكات منضبطة ومازال يعتمد على العنصر البشري في الحرب، ومن أمثلة ذلك النوع :” الحرب العالمية الأولى “



· الجيل الثالث من الحروب: لقد ظهر هذا النوع على يد الجيش الألمانى، حيث يتميز ذلك النوع بالسرعة الفائقة وعنصر المفاجأة ، وتم استخدام الطائرات والدبابات وأدوات التجسس والهجوم من الخلف بدلاً من المواجهة المباشرة التى كانت تتميز بها الأجيال السابقة من الحروب، كما لديها القدرة على نقل المعارك إلى الأرض.



· الجيل الرابع من الحروب:

تعتبر فكرة تلك الحروب ليست جديدة حيث تحدث عنها المفكر الصيني ” صن تزو” قائلاً إنه من الصعب أن تدخل في حروب ضد قوة عسكرية أقوى بنفس الأسلحة المتناظرة، ومن ثم يجب البحث عن أساليب مختلفة لإستخدامها بهدف إلحاق الخسائر بالقوة الكبرى، وفي رأيه يتمثل هذا الأسلوب في استهداف وحدة المجتمع حيث عندما يتم تحطيم التماسك الاجتماعى سيؤدي إلى تحطيم القوة العسكرية.

تعود جذور ذلك النوع من الحروب إلى الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والأتحاد السوفيتى ، حيث استخدما أساليب حديثة في القتال تعتمد الحروب السرية عبر الأفراد والجماعات المدربة لإحداث اضطرابات في الدول والقيام بعمليات إرهابية، فلقد قامت الولايات المتحدة بدعم تنظيم القاعدة ضد الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، كما استطاعت القوات الفيتنامية في حرب فيتنام أن تهزم الولايات المتحدة التى تعتبرأقوى جيش في العالم وإلحاقه بالخسائر البشرية والمادية وهذا خير مثال لحروب الجيل الرابع حيث استطاعت قوى ضعيفة من تكبد الخسائر لقوة أكبر، وتعتبر أحداث 11سبتمبر مثالأ أخر على تلك الحروب حيث توضح مدى قدرة قوة غير نظامية والمتمثلة في تنظيم “القاعدة” في استهداف البرج التجاري الأمريكي وإلحاق الخسائر بالولايات المتحدة واستهدافها في عقر دارها.

يطلق على حروب الجيل الرابع ” الحروب اللامتماثلة ” أو “الحروب الغير متكافئة” والتى تعنى وفقاً لأنطونيو إتسيفاريا – الأكاديمى العسكري الأمريكي – بأنها ” تلك الحروب التى تعتمد على نوع من التمرد التى تستخدم فيه القوات غير النظامية كل الوسائل التكنولوجية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية بهدف إجبار العدو – الذي يمثل قوة نظامية- على التخلى عن سياسته وأهدافه الاستراتيجية . أما ماكس مايورانيج -المحاضر في معهد الدراسات الاستراتيجية بكلية الحرب التابعة للجيش الأمريكى- فيعرف تلك الحروب بإنها تلك الحرب التى تكون بالإكراه وتعمل على إفشال الدولة ثم فرض واقع جديد يراعى المصالح الأمريكية ويتم زعزعة الاستقرار.


المبحث الثاني: اهداف وخصائص وادوات الجيل الرابع


أهداف حروب الجيل الرابع :

لاتهدف تلك الحروب إلى تحطيم المؤسسة العسكرية أو القضاء على قدرة الدولة ولكن تهدف إلى إنهاك قوة الدولة المعادية والتآكل البطئ في إرادتها من أجل إجبارها على تنفيذ ما تريده القوة التى تستخدم هذا النوع من الحروب. كما تهدف إلى إفشال الدولة من خلال عمليات بطيئة تنفذ في الدول المعادية بحيث يصبح هناك جزء من أرض تلك الدولة لم يقع تحت سيطرتها، ومن ثم سيسهل ذلك سيطرة الجماعات الارهابية على هذه المنطقة ويطلقون من خلالها العمليات الارهابية لضرب الدول المعادية مثل ضرب المرافق الاقتصادية وخطوط المواصلات أي ضرب المؤسسات الحيوية لإضعاف قوتها.


كما تعمل على خلق حالة من التعقيد السياسي سواء على مستوى المنظمات الدولية التى تقوم بمهام مختلفة أو محلية بالإضافة إلى أن هذه الحرب من الناحية السياسية يمكن أن تؤثر على جوانب مختلفة فمثلاً أن موقف الأمني في بلد ما له تأثير مباشر على قدرة الدولة في الحصول على قروض، وهو ما يعطى حروب الجيل الرابع طرقاً مختلفة للتأثير على موقف الدولة أو القيام بفعل تمهيدي كافِ للتأثير على الحالة المالية للدولة المستهدفة وتشجيعها على المفاوضات، ومن ثم فالهدف هو إحداث حالة من الشلل في العملية السياسية للدولة المستهدفة. كما تهدف التنظيمات التى تقوم باستخدام مثل هذه الحروب إلى تحقيق نجاح سياسي وليس عسكري، وتركز على تغيير عقول صناع القرار أي تغيير أراء وسياسات صانعى القرار في الاتجاه الذي يرغب فيه الخصم وذلك من خلال الضغط النفسي والإعلامى.


خصائص وسمات حروب الجيل الرابع :

تتسم تلك الحروب بوجود جماعات وأفراد لايرتبطون مباشرة بالدولة ويعملون داخل الدولة المعادية المراد استهدافها ومن الصعب الكشف عنهم ، وتعمل تلك الجماعات والأفراد بشكل مشتت على أرض الدولة المعادية فهي تتم على نطاق واسع وغير محدد المساحة الجغرافية وذلك على عكس الحروب التقليدية التى يكون مسرح العمليات فيها معروف للطرفين “الجيشين النظاميين”. كما يتم استخدام الوسائل التكنولوجية والفكرية والاقتصادية ويلجأ الطرف الأضعف إلى استخدام الوسائل التكنولوجية لحسم الحرب لصالحه وذلك على عكس الحروب التقليدية التى يستخدم فيها الاسلحة التقليدية وبطرق مباشرة. كما تستغرق تلك الحروب فترات طويلة نظراً لأعتمادها على تكتيكات حرب العصابات والمثال الواضح لتلك السمة هو الحرب على الارهاب.

لا تقتصر أهداف تلك الحرب على المنشأت العسكرية أو المقاتلين ولكنها تشمل مجموعة واسعة من الأهداف التى لها أهمية سياسية واقتصادية واجتماعية حيث يتم استهداف نقاط الضعف للخصم المستهدف. وتعتبر الهجمات الغير متكافئة أكثر توتراً وأكثر إبداعاً وأكثر ضرراً نظراً لإستخدام وسائل تكنولوجية حديثة مثل: قرصنة مواقع الألكترونية لمؤسسات الدولة المعادية فيتم نشر الفيروسات التى تدمر أجهزة الدولة واختراق شبكة المعلومات والتجسس الإلكترونى والإرهاب الإلكترونى، واستخدام طائرات بدون طيار وسيارات مفخخة ، فالمستهدف من تلك الهجمات الارهابية هما السلطة الحاكمة والسكان معاً وذلك على عكس الحروب التقليدية التى يكون المستهدف الجيش والسلطة الحاكمة.

تتمثل السمات الاجتماعية لتلك الحروب في تدهور فكرة الدولة وتعاظم حالة من الولاء لثقافات بعينها في العالم أسره وهذا يؤدي إلى إضعاف التجانس المجتمعي ويتفاقم الأمر في الدول ذات المجتمعات المنفتحة.كما انتهت احتكار الدولة للحرب ويتم استغلال المسؤلية السياسية للدول تجاه مواطنيها لتطوير استراتيجيات لإجبار الدولة على انتهاج سلوك سياسي معين وتشجيع ظهور كيانات من غير الدول مثل: القبائل أوالجماعات العرقية أوالدينية أوالمذهبية.

لقد لعبت العولمة دور كبير في التأثير على تلك الحروب حيث ساعدت في انتشار الجماعات الارهابية على نطاق واسع واستخدامهم للأساليب غير التقليدية لمواجهة الأمن والسلم الدوليين، وقامت بالاستفادة من توظيف الأدوات التى نتجت عن العولمة وخاصة في مجال التقدم التكنولوجي حيث عملت على توفير شبكات الانترنت لتسهل عملية التواصل فيما بينها ، كما تقوم باستخدام وسائل الاعلام المختلفة للترويج إلى أفكارها وتستخدم بهدف شن حروب نفسية على سكان المناطق المستهدفة مثل نشر فيديوهات على موقع يوتيوب أو مواقع التواصل الاجتماعي أو موقع خاص بالجماعات الارهابية على الانترنت.



الأدوات المستخدمة في تلك الحروب:

هناك العديد من الأدوات التى يتم اللجوء إليها في تلك الحرب منها: الإرهاب والتظاهرات بحجة السلمية، الإعتداءات على منشأت عامة وخاصة، التمويل غير المباشر لإنشاء قاعدة إرهابية غير وطنية داخل الدولة بحجج دينية أو عرقية، التهيئة لحرب نفسية من خلال الإعلام والتلاعب اللفظي، استخدام محطات فضائية تعمل على تزوير الحقائق والصور، استخدام وسائل الإعلام التقليدية والحديثة ومن بينها مواقع التواصل الاجتماعي facebook و twitter ، استخدام تكتيكات حرب العصابات، ضرب طبقات المجتمع بعضها البعض.

لقد تطورت حروب الجيل الرابع على يد الجيش الأمريكى حيث بعد أن تعرضت الولايات المتحدة الأمريكية إلى انخفاض في شرعيتها الدولية بشكل ملحوظ بعد تورطها في العراق والسياسة العدوانية التى تم استخدامها الرئيس “جورج بوش الابن” مما أدى إلى معارضة الرأى العام العالمى والمحلى، وعندما أتت إداره “أوباما” لم تستطع تطبيق مشروع الفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط، ومن ثم تم الاعتماد على الحروب غير النظامية لزعزعة الاستقرار وإفشال الدولة.



الفصل الثاني: أثر حروب الجيل الرابع علي الأمن القومي العربي


بات تنظيم الدولة الاسلامية يشكل خطر كبير على أمن واستقرار الدول العربية كافة وتزايدت المخاوف بعد التمدد السريع للتنظيم في مناطق جغرافية واسعة في كل من العراق وسوريا، واستخدامه للأساليب حرب العصابات من عمليات انتحارية وتفجيرات إرهابية راح ضحيتها العديد من المدنيين. ويبدو أن السبب الرئيسي وراء امتداد تنظيم الدولة الاسلامية هو فشل الدول في السيطرة على حدودها وأرضيها، والفشل في تقديم خدمات لمواطنييها، والفشل في التوصل إلى هوية سياسية مشتركة تكون أساساً للمجتمع السياسي.

ويتناول هذا الفصل مبحثيين، المبحث الأول: انعكاسات تنظيم الدولة الاسلامية على الأمن القومى العربي والمصري والذي يتناول فيه تأثير ذلك التنظيم على مصر، أما المبحث الثانى: ردود الأفعال الاقليمية على تمدد التنظيم والذي يتناول فيه التحالف الدولى لمواجهة ذلك التنظيم وموقف جامعة الدول العربية.

المبحث الأول انعكاسات تنظيم الدولة الاسلامية على الأمن القومى العربي والمصري


يعتمد تنظيم الدولة الاسلامية على الجانب النفسي من خلال الحرب الإعلامية إلى جانب قدراته العسكرية التى توصف بإنها وحشية – والتى لا تمت للإسلام بصلة – والذي استطاع السيطرة على كثير من الأراضي العراقية والسورية، وهناك عوامل أخرى سهلت من انتشاره وهى الموارد المالية الهائلة التى مكنته من زيادة تسليحه وممتلكاته، والاستفادة القصوى من الضباط العراقيين السابقين بالجيش العراقي الذي تمكن من الإنضمام إليه أثناء الإحتلال الأمريكي مما أكسبه خبرة عسكرية بالإضافة إلى إعتماده على العمل المسلح. ويعامل سكان المناطق التى يسيطر عليها معاملة سيئة خاصة الأقليات سواء كانوا يزيديين أو مسيحيين فإما يجبروهم على الدخول في الاسلام عنوةً أو قتلهم أو سبي نسائهم وخطف الأطفال وبيعهم في الأسواق أو دفع جزية، ومن ثم يعتبر مصدر تهديد الجماعات التى عاشت مستقرة منذ آلاف السنيين.

يعتبر التنظيم الديمقراطية دين كفر ويرفض الانتخابات والأحزاب والمشاركيين فيها، وبذلك فهو يتحدى الغرب الذي يعتبرهم دار كفر الذين فرضوا ذلك النظام بعد الحرب العالمية الثانية، ومن ثم قاموا بإعلان دولة الخلافة وتعيين “البغدادى” خليفة للمسلمين ، ومن ثم فيمثل ذلك تمرد على النظم العربية.

انعكاسات التنظيم على الأمن القومى المصري:



أما بالنسبة لمصر فلقد ظهرت العديد من الجماعات الارهابية الناشطة في سيناء خاصة بعد ثورة 30يونيو والإطاحة بحكم الاخوان المسلمين، وهذه الجماعات الإرهابية أعلنت ولائها لتنظيم الدولة الاسلامية مثل أنصار بيت المقدس وهناك بعض الخلايا الإرهابية المنفردة التى قد تكون تابعة للإخوان المسلمين والتى أعلنت ولائها للتنظيم لتقوى به ضد النظام الحاكم. وهذا الوضع يؤكد الترابط بين التنظيمات الإرهابية والتى تهدف لإفشال النظام وإسقاط الدولة وإغراقها في حالة من عدم الأستقرار. ولقد قام التنظيم بإحدى العمليات الأرهابية التى استهدفت 21 مصري قبطى في ليبيا ذبحاً، وأظهر هذا الفيديو الذي بثه التنظيم مدى المعاملة السيئة التى يعامل التنظيم بها الأسرى كما ظهر البحر ملون بالدم ليدل على دموية التنظيم. فأصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي بيان ينعى فيه أهالى هؤلاء الرهائن الذين ذبحوا على يد التنظيم وإعلان حداد 7 أيام.

ويتضح أن الهدف من إعدام الرهائن المصريين هو إحراج النظام المصري فمنذ أن أُعلن التحالف الدولى ضد التنظيم كان موقف مصر رافضة للتدخل العسكري ويقتصر دورها على تقديم الدعم اللوجيستى والمعلوماتى فقط، ولكن بعد تلك الحادثة سرعان ما تخلت مصر عن هذا المبدأ حيث قامت القوات المسلحة المصرية بتوجيه ضربة جوية لمعاقل التنظيم بمدينة درنة الليبية فضلاً عن عملية برية استهدفت قتل وأسر عدد من أعضاء التنظيم وذلك وفقاً لما رددته وكالات الأنباء ولم تنفيه القاهرة، ومن ثم هناك تهديد للأمن القومى المصري من جانب الحدود مع ليبيا نظراً لانتشار الجماعات الارهابية وكذلك في سيناء.

المبحث الثاني: دود الأفعال الاقليمية على تمدد التنظيم


ولقد عقد اجتماع جدة 11سبتمبر بحضور وزير الخارجية الأمريكية “جون كيري” ووزراء خارجية دول الخليج الستة والأردن ومصر بالإضافة إلى تركيا، ويهدف هذا الإجتماع إلى بلورة جهود تلك الدول مجتمعة في التحالف الدولى ضد التنظيم بقيادة الولايات المتحدة، وتعود أهمية هذا الإجتماع في إدراك تلك الدول أن الحرب المرتقبة ليست سهلة نظراً لإعتماد التنظيم على أساليب حرب العصابات، كما تأتي أهمية الإجتماع من أهمية الدول المشاركة فيه؛ وهي دول الخليج الست (السعودية وقطر والإمارات والبحرين والكويت وعمان) بما تمثله من ثقل اقتصادي وسياسي، إلى جانب مصر بما تمثله من ثقل إقليمي وعسكري، والأردن لأهمية موقعها، وتركيا والولايات المتحدة بما تمثلانه من ثقل إقليمي وسياسي وعسكري.



نظراً لما يمثله التنظيم من تهديد لجميع الدول العربية وتوجس هذه الدول من أن يمتد التنظيم إلى غير سوريا والعراق، لقد وقع اجتماع وزراء خارجية الدول العربية في القاهرة وتضمن الحاجة لإنجاز دول الجامعة العربية موقف أقوى في التحالف والعمل على تفعيل خطة عمل لوقف تدفق المقاتلين الأجانب وتجفيف منابع التمويل للتنظيم. ولقد دعى الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى تعاون عربي قوى لمواجهة التنظيم سياسياً وفكرياً وعسكرياً، وضرورة تعزيز اتفاقية الدفاع العربي المشترك والتى تنص على إنه إذا وقع أى تهديد على أى دولة العربية يعتبر تهديد على جميع الدول الدول العربية.


ولقد أكد مجلس جامعة الدول العربية على الالتزام بقرار مجلس الأمن (2170) بشأن منع القيام بتوريد الأسلحة أو تقديم المشورة الفنية أو مساعدة الجماعات والتنظيمات الارهابية، وأكد على ضرورة تعزيز ثقافة الحوار والتسامح والتفاهم بين الحضارات والأديان.

الخاتمة


مما سبق يتبين أن تنظيم داعش يعتبر من أخطر التنظيمات الإرهابية التي يواجهها العالم بأكمله وليس فقط المنطقة العربية التى سيطر التنظيم على مساحات كبيرة منها، وترجع خطورة هذا التنظيم إلى اعتماده على أساليب غير تقليدية؛ فنجد أن التنظيم له القدرة على جذب عدد كبير من الشباب من كل دول العالم حتى الدول ذات الديمقراطيات الراسخة .

كما أن التنظيم يعتمد على الإرهاب الالكتروني فيقوم بنشر كل العمليات التي يقوم بها في صورة تقارير مصورة وتسجيلات مرئية عالية الجودة على الموقع الرسمي له والمسمى “بولاية البركة” ونجد أن التنظيم له العديد من المجلات الإلكترونية التي تصدر بلغات مختلفة والقنوات التعليمية بالإضافة إلى التطبيقات على الهواتف المحمولة مثل “صليل الصوارم” التي تؤثر على الأطفال والشباب.

بالرغم من تشكيل التحالف الدولى لمواجهة التنظيم عسكرياً والذى يتكون من حوالى 50 دولة إلا إنه لا يمكن أن يتم القضاء على داعش باستخدام الأساليب العسكرية فقط، فضرب التنظيم في مكان لا يحول دون ظهوره في مكان أخر، كما أن المواجهة العسكرية تكلفتها المادية والبشرية هائلة ، وأن أفكار التنظيم انتشرت بشكل كبير ولها تأثير بالغ على الكثير من الأفراد من الفئات العمرية المختلفة وخاصة الشباب الذي يعاني من الاغتراب، ولذلك لابد من مواجهة ثقافية وفكرية للتنظيم .تنظيم داعش يعتمد كثيرا على الاعلام ويسميه ب “الجهاد الإعلامى”.

وقد عرض د/شريف درويش اللبان – وكيل كلية الإعلام جامعة القاهرة ورئيس وحدة الاعلام بالمركز العربى للبحوث- ورقة بحثية بعنوان الإستراتيجية الإعلامية والثقافية لمواجهة تنظيم داعش وحدد بعض الأليات التى يراها فعالة فى مواجهة الإستراتيجية الإعلامية لتنظيم داعش أهمها:

· تفكيك البنية الإتصالية والإعلامية للتنظيم.

· عدم الوقوع فى فخ الترويج الإعلامى للتنظيم.

· تبنى استراتيجية للمواجهة الالكترونية لتنظيم داعش من خلال تدشين مواقع إلكترونية لمواجهة فكر التنظيم وإطلاق “كتائب الحق” من الدعاة الشباب المستنيرين لمواجهة “كتائب الباطل” الداعشية على شبكات التواصل الاجتماعى.

· إنشاء قنوات فضائيه ومحطات إذاعية إسلامية بلغات مختلفة موجهة إلى أوروبا لنشر الفكر الاسلامى.

لطلب البحث كملف pdf راسلني في التعليقات او قم بالضغط علي crtl+ p

المراجع

  • أحمد شعيشع، الشرق الأوسط: الجيل الرابع من الحروب، مؤسسة فكر، 10/12/2014، متاح على http://www.fekr-online.com ، تاريخ الدخول 2020/7/9
  • حمد عزالدين، الجيل الرابع من الحروب، جريدة الوطن، 2/3/2013، متاح على http://www.elwatannews.com ، تاريخ الدخول 2020/7/9
  • سماح عاشور، ما معنى ” الجيل الرابع من الحروب” ، جريدة الدستور، 23/2/2015، متاح على http://www.dostor.org ، تاريخ الدخول 2020/7/9

مقالات ذات صلة ببحث التربية العسكرية





حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-