لحظة من فضلك !.في خطاب مارك زوكربرج بحفل تخرج جامعة هارفارد 2017 قال نقطة مهمة جدا:
((We all know we don't succeed just by having a good idea or working hard. We succeed by being lucky too. If I had to support my family growing up instead of having time to code, , I wouldn't be standing here today. If we're honest, we all know how much luck we've had).
كلنا عارفين إننا منجحناش بمجرد الأفكار الكويسة والعمل الجاد، ولكن لأننا كمان كنا محظوظين، لو كنت ملزم أساعد أهلي في المعيشة بدل من توفير الوقت لتعلم البرمجة، مكنتش هبقى واقف هنا النهاردة، فلو كنا صادقين مع نفسنا، كلنا عارفين مدى الحظ الي كان عندنا.
هل للنجحات الاستثنائية علاقة بالحظ او القدر Are exceptional successes related to luck or fate
وده فكرني بالي قالته ميلندا زوجة بيل جيتس في حفل تخرج جامعة ستانفورد 2014:
((Bill worked incredibly hard and he took risks and he made sacrifices for success. But there's another essential ingredient of success, and that is luck. Absolute and total luck.
When were you born? Who are your parents? Where did you grow up? None of us earn these things. These things were given to us).
وهنا المفروض نسأل كام سؤال مهمين:
• ليه لما بنتكلم عن الناجحين، خاصة ذوي النجاحات الاستثانئية، مش بنجيب سيرة الحظ، أو التوفيق، أو القدر؟.
يمكن لأن ده هيشوه الصورة المثالية الأسطورية لقصة البطل قدام المستمعين ومش هيشبع فضولهم؟
ولا ده بيرجع لرغبتنا البشرية في التحكم والسيطرة على أقدارنا بالكلية الي جعلتنا نؤمن بمبدأ الحتمية ده لسنين وإحنا مرتاحين؟
بس العلم أثبت مع الوقت إن المبدأ ده - أي فكرة إننا لو امتلكنا المعرفة والفهم الكافي للطبيعة وقوانينها هنمتلك تصور يقيني لما سيحدث فنقدر نتحكم بمستقبلنا - مش سليم، بعد ما ظهرت نظرية الفوضى وعرفتنا إن تغير بعض التفاصيل الصغيرة جدا ممكن تتسبب في حدوث تغيرات ضخمة على المدى البعيد!.
أيا كان السبب فانكار عامل القدر وإخراجه من المعادلة شيء غير مقبول تماما، وأنتختك على السرير ولعن الظروف بحجة الحظ السيء أمر غير مقبول بردو لأن التوفيق لا يطرق أبواب الكسالى!، وجلد ذاتك بسبب إنك موصلتش لشيء ما بعد ما عملت "كُل" ما باستطاعتك هو أمر غير مقبول بردو، فافهم!.
وبالتالي غلط إنك تسأل شخص ناجح -في نظرك- عن أسلوب حياته أو عمل إيه عشان تعمل زيه وتوصل إنت كمان .. لأني لو سلكت طريق ما وخوضت تجربتي الشخصية ونجحت، فأنا أولا نصيحتي لن تعبر بالضرورة عن حقيقة الطريق ده ولكن هتعبر فقط عن تجربتي، ثانيا والأهم إني معنديش من العلم ما يكفي لتحديد كل العوامل الأساسية والثانوية الي شاركت في التجربة؛ عشان أعملك كتاب أسميه المفاتيح العشرة للنجاح في الطريق ده!، لأن ببساطة ممكن يكونوا 50 مفتاح، بس إدراكي البشري خلاني أشوف عشرة بس، لكن في تفاصيل كتير جدا دخلت في التفاعل لم أدركها، وبالتالي عادي جدا لو حضرتك اشتريت كتابي وعملت بكل الي فيه وموصلتش بردو!.
• وهل الصح إني أعمل زيهم؟ .. لما بتشوف إعلانات المسابقات في أي شركة ديما هيجيبولك كام واحد فاز في مسابقاتهم وهو في قمة الفرحة، وبالتالي إنت لما بتشوف الراجل الكسبان وترجع تفكر في المسابقة هتبقى معرض أكتر للتفكير في المسكب مش في الخسارة رغم إن الأغلب بيخسر، إنت بتشوف بس الي كسبوا مش بتشوف الملايين الي قدمت وعملت نفس الي عملوه وخسرت! وده بسبب الـ Availability Heuristic .. فالإعلام ديما بيبحث عن الشيء النادر الي مش بيحصل كتير ويعرضه، وده بيأثر على تفكيرك، فيوهمك إنه بيحصل بكثرة، هو مش هيجبلك مثلا حوادث طرق مملة بتحصل كتير وبيموت فيها 15 ألف شخص سنويا زي 2014 مثلا، لكن هيجبلك عمليات إرهابية بيموت فيها 400 شخص سنويا تقريبا، فأنت لما تشوف واحد ولا اتنين زي مارك ولا بيل جيتس سابوا جامعتهم ونجحوا في شغلهم المستقل وبقوا مليارديرات، تفكيرك هيركز عليهم وهيهمل أغلب الي عملوا زيهم وواجهوا صعوبات كتير في حياتهم والحياة مبقتش ولابد معاهم!.
.
• ثم هل الطريق الي سلكته هو الطريق الوحيد للنجاح؟ مش يمكن في طريق مختصر وأسهل يوصل لنفس الغاية أنا معرفهوش؟ فليه نحصر كل الطرق في طريق محدد بالسذاجة دي؟
• والسؤال الأهم، هل ده هو التعريف الوحيد للنجاح؟ .. يعني هل إنت عايز المجال ده فعلا ولا المجتمع الي خلق جواك الهوس ده؟ هل لازم أعمل شركة تقلب موازين الكون وأبقى مشهور وملياردير عشان أبقى ناجح في الحياة وقدوة يحتذى بها؟ .. إنما لو عشت حياة بسيطة مع أسرتي وربيت ولادي تربية صالحة وأرضيت ربي وبريت أهلي وعملت خير ومت على سريري بين ولادي في رضا وسكون، ومحدش في العالم عرفني ولا شيع جنازتي ملايين مابقتش ناجح؟.
أسئلة مهمة وجوهرية لازم إجابتها تكون واضحة قدامنا عشان مانفضلش تايهين كتير، أو بنعافر في الطريق الغلط لمجرد إنهم رسموه قدامنا وحطوا في أوله لافتة the right way !.